عين العروس... حين يصبح الوطن مقبرة مفتوحة
في قرية صغيرة تُدعى عين العروس، كانت الحياة تسير ببطء، ككل القرى السورية التي عانت من ويلات الحرب الأهلية والحكم الدكتاتوري. لكن في التاسع من آذار/مارس، تحولت هذه القرية الهادئة إلى مسرح لمجزرة مروعة، لم تُبقِ على شيء إلا وأحرقته، ولم تُبقِ على أحد إلا وقتلته أو شردته. هنا، لا توجد أرقام فحسب، بل هناك قصص إنسانية مؤلمة، وشهادات تدمي القلب
كانت عين العروس قرية كغيرها من القرى، يسكنها أهالٍ بسطاء، يعيشون على أمل أن تنتهي الحرب يوماً ما. لكن في تلك الليلة، تحولت القرية إلى جحيم. دخلت فصائل مسلحة ، وبدأت تقتحم المنازل واحدة تلو الأخرى. لم يكن هناك تمييز بين رجل أو امرأة أو طفل. الجميع كان هدفاً. الرصاص كان يخترق الجدران، والأصوات كانت تختلط بين صراخ الأطفال، وبكاء النساء، وطلقات الرصاص التي لا تتوقف.
الليل الذي لم ينتهِ بعد
لم يكن هناك وقت للهرب. الأهالي الذين حاولوا الفرار، وجدوا أنفسهم محاصرين. البعض قُتل داخل منزله، والبعض الآخر أُجبر على مشاهدة أحبائه يُقتلون أمام عينيه. الجثث بقيت في الشوارع، داخل المنازل، دون أن يتمكن أحد من دفنها. حتى اللحظة، لا يزال العديد من الشهداء مجهولي الهوية، لأن القرية أصبحت خالية من سكانها، والاتصالات مقطوعة.
شهادة راما: عندما يفقد الإنسان كل شيء
راما، شابة سورية، كانت تروي لصديقتها زينب وعائلتها قصص المجازر التي سمعتها من قبل. كانت تقول: “كنا نسمع عن المجازر، لكننا لم نكن نتخيل أننا سنعيشها”. زينب وعائلتها العلوية، الذين عاشوا سنوات طويلة تحت وطأة الحرب، كانوا يعتقدون أنهم نجوا من أسوأ ما يمكن أن يحدث. لكن المجزرة جاءت لتذكرهم بأن الحرب لا تُبقي على أحد.
“أصبحنا بلا عائلة بعد أن كنا بلا وطن”، هكذا نعتت زينب عائلتها التي فقدتها في المجزرة. جدتها، أمها، أخوها، كلهم رحلوا في لحظات. راما تتذكر كيف كانت عائلة زينب تعيش بكرامة، رغم كل الظروف. “كانوا يعطوننا الحب، حتى عندما كانوا يفتقرون إلى الطعام”، تقول راما وهي تدمع عيناها.
الأطفال الذين أصبحوا جثثاً
لم يكن هناك أي رحمة حتى للأطفال. جثث صغيرة ملقاة في الشوارع، بعضها داخل المنازل المحترقة. طفل هنا، وطفلة هناك، كانوا يلعبون قبل ساعات فقط، لكن الحقد الطائفي لم يترك لهم فرصة للاستمرار في اللعب. الأهالي الذين تمكنوا من الفرار، تركوا كل شيء وراءهم، حتى أحباءهم الذين لم يتمكنوا من إنقاذهم.
الخوف الذي لا ينتهي
اليوم، عين العروس قرية أشباح. المنازل محترقة، الشوارع خالية، والجثث لا تزال تنتظر من يدفنها. الأهالي الذين هربوا، يعيشون في خوف دائم من العودة. “ماذا لو عدنا ووجدنا أن كل شيء قد دُمر؟”، تساءل أحد الناجين. الخوف من المجهول أصبح رفيقهم الدائم.
نداء إلى العالم
الأهالي يطلبون المساعدة. هم لا يريدون سوى العودة إلى منازلهم، دفن أحبائهم، وإعادة بناء ما تبقى من حياتهم. لكنهم يحتاجون إلى من يضمن لهم الأمان. الهلال الأحمر، المنظمات الدولية، أي جهة يمكنها أن تساعد، هم بحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى.
عندما يفقد الإنسان إنسانيته
ما حدث في عين العروس ليس مجرد مجزرة، بل هو اختبار لإنسانية العالم أجمع. عندما يُقتل الأطفال، وتُحرق المنازل، وتُسرق الممتلكات، فإننا لا نفقد الأرواح فحسب، بل نفقد جزءاً من إنسانيتنا. هذه المجزرة تذكرنا بأن الحرب لا تُبقي على شيء، وأن الحقد الطائفي يمكن أن يحول البشر إلى وحوش.
هذه القصة ليست مجرد سرد لأحداث، بل هي صرخة استغاثة من أهالي عين العروس الذين فقدوا كل شيء. هم لا يريدون سوى العيش بسلام، لكن السلام أصبح حلماً بعيد المنال في ظل صمت العالم.
أسماء بعض من الضحايا المدنيين الذي تم توثيقهم حتى الان
-
- حافظ ديب و زوجته سارة الخير
-
- و أطفاله حنين ديب و معين ديب
-
- جواد معين ديب
-
- فادي فؤاد اصلان
-
- علي هاني اصلان
-
- وزوجته خولة جديد
-
- وابنته جوليا اصلان
-
- عفيف أنور أصلان وولديه
-
- الطفل جعفر أصلان
-
- الطفل عفيف أصلان
-
- منير محمد الجهني ( عاجز عن المشي )
-
- رائد شعبان الجهني ( عاجز عن المشي )
-
- غازي الورعة
-
- عز الدين بوبو ( أبو عمار )
-
- عفيف سليم موسى
-
- علي سليم موسى
-
- علاء سليم موسى
-
- عمران سليم موسى
-
- غدير موسى
-
- عمار نظير موسى
-
- احمد خير بيك ( عاجز )
-
- اسماعيل خير بيك
-
- احمد خير بيك
-
- عدنان خير بيك
-
- نجوى السوسي
-
- غسان صافي
-
- احمد صافي
-
- جان ابراهيم جنبلاط
-
- زهير أحمد جنبلاط
-
- هناء نظير عاقل
-
- فراس نادر يوسف
-
- أريج سينو
-
- علي فراس جورية
-
- حسام سلهب
-
- نبيل أحمد حسون
-
- نبيل عثمان
-
- حسن قيس محلا
-
- محمد كاسر محلا
-
- مهران شوكت محلا
-
- رواد علي عبود