» تخليد ذكرى » تخليد للذكرى – نور نزهة
الشهيدة الصيدلانية نور نزهة

تخليد للذكرى – نور نزهة

قصة حب.. قتلها حقدً أعمى

كرم، طبيب أسنان سوري يعمل في العراق، كان يستعد لإحدى أسعد لحظات حياته—خطوبته إلى نور عيسى نزهة، الصيدلانية البالغة من العمر 23 عامًا من بانياس، سوريا. بينما وجد نفسه فجأة في حداد على مقتلها الوحشي إلى جانب أفراد عائلتها، في مجزرة بربرية غير مبررة.

“عشنا قصة حب دامت خمس سنوات، وكنا نخطط لخطبتنا خلال بضعة أشهر” يقول كرم، إلا أن القدر كان له رأي آخر، فبدلاً من الاحتفال بخطوبتهما، وجد هذا الشاب نفسه غارق في الحزن والأسى.

قتل وحشي لكل من هو حي

يوم الجمعة الماضي، والذي بات يعرف بالجمعة السوداء لدى أهالي الساحل، السابع من آذار عام ٢٠٢٥، اقتحم مسلحون منزل عائلة نور في حي القصور بمدينة بانياس، وأعدموا جميع من كانوا بداخله.

نور، وشقيقتها هزار، التي كانت أيضًا صيدلانية، وشقيقهما إبراهيم، الطبيب، ووالدتهم وهيبة، جميعهم قتلوا بدم بارد. زوج هزار، علي، أصيب بجروح خطيرة ولا يزال في العناية المركزة.

أما والدهم عيسى، فكان الناجي الوحيد، ولكن ليس لأنه استُثني، بل لأنه كان قد سافر في وقت سابق إلى قريتهم الأصلية. كانت العائلة بأكملها من الطائفة العلوية في سوريا.

حالات فردية أم مأساة جماعية؟

مجزرة حي القصور في بانياس، حيث تم قتل نور وعائلتها، لم تكن حادثة منفصلة، بل جاءت ضمن سلسلة من المجازر الدموية التي شهدتها المنطقة، والتي وصفها الناجون والتقارير الحقوقية بـ حملة التطهير الطائفي حيث أنها استهدفت عائلات بأكملها من الطائفة العلوية، وكانت عمليات القتل ممنهجة، حيث تم إعدام الضحايا داخل منازلهم، بمن فيهم أطفال ونساء، في مشاهد تذكر بالمذابح الطائفية التي اجتاحت سوريا خلال الحرب. يذكر أن الجناة الإرهابيين، المتطرفين، عادة ما رددوا مقولات مثل “علويون، يستحقون القتل”.

“لمن قتلها، أقول: كنت أتمنى لو قتلتني بدلًا منها. لو أنك فقط عرفت أي شخص طيب وبريء كنت قد قتلت”، يقول كرم.

من المهم التأكيد على أنه لم يكن لأفراد العائلة ارتباط بأي أنشطة سياسية أو عسكرية، بل كانوا مدنيين داخل منزلهم عندما اقتحم القتلة الشقة ونفذوا جريمتهم.

“تم إخباري بالمجزرة عن طريق أحد أقارب نور”، يقول كرم، الذي يشعر بالعجز كونه بعيدًا في البصرة. “قتل المسلحون جميع من كان في المنزل، فيما أصيب علي بجروح خطيرة, سمعنا أيضًا قصصًا مروعة عما فعلوه بجيرانهم”، يقول كرم، “لكنني لا أعرف بالضبط من قُتل ومن لم يُقتل. المعلومات ما زالت غير واضحة وسط الفوضى.”

تزداد المأساة عمقًا مع قصة هزار، شقيقة نور، التي تزوجت حديثًا في نوفمبر الماضي والآن قتلها المجرمون. بينما لا يزال زوجها علي يصارع للبقاء على قيد الحياة في المستشفى. آخر ما كتبته على فيسبوك كان دعاءً بسيطًا لكنه مؤلم: “اللهم ارحمنا.”

يحاول كرم استيعاب حجم خسارته. الحياة التي كان يحلم بها مع نور دُمّرت في لحظة. قلبه مكسور، وأحلامه سُرقت.

نشر كرم عبر حسابه الفيديو أدناه، ينعو فيه خطيبته وعائلتها.


بعض الصور الأخرى التي تم تداولها من قبل أقارب وأصدقاء العائلة المغدورة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top