الرئيسية » المقالات » تخليد ذكرى » تخليداً لذكراهم – البطل أحمد ديب
Ahmad Deeb - bodybuilding world champion. Victim of Banias Massacres

تخليداً لذكراهم – البطل أحمد ديب

أحمد ديب.. بطلٌ رفع راية بلاده وسقط برصاص الغدر

وُلد البطل أحمد ديب في مدينة بانياس عام 1966، وكان مثالًا للعزيمة والقوة، حيث سطّر اسمه في عالم كمال الأجسام محليًا وعالميًا. أحرز بطولة الجمهورية العربية السورية لأربع سنوات متتالية (1989، 1990، 1991، 1992)، ولم يكتفِ بذلك، بل واصل تألقه عالميًا، محققًا المركز الأول في بطولة لاكورونيا وبطولة غاليسيا في إسبانيا عامي 1995 و1996. وفي عام 1997، أثبت جدارته بين أبطال العالم، محققًا المركز الخامس عالميًا.

بعد مسيرته الحافلة عربياً و عالمياً، عاد أحمد إلى مدينته بانياس عام 2008، ليكرّس جهوده في تطوير الرياضة التي أحبها، فأسس أندية تدريبية ساهمت في تخريج أجيالٍ جديدة من الرياضيين الطموحين. لم يكن مجرد رياضي، بل كان أيضًا صاحب فكر وعلم، حيث حصل على شهادة الحقوق، وسعى دائمًا لنشر المعرفة وبناء جيل قوي جسديًا وفكريًا.

لكن في الثامن من آذار 2025، امتدت يد الغدر لتسرق حياة هذا البطل خلال المجازر الوحشية التي ارتكبتها الجماعات المتطرفة في بانياس. أحمد ديب، الذي قضى عمره في تحقيق الإنجازات ورفع اسم بلده، استشهد على يد الإرهاب، لكن ذكراه ستظل خالدة، وسيبقى اسمه محفورًا في قلوب كل من عرفوه وأحبوه.

استشهاد البطل أحمد ديب في مجازر بانياس: رواية مأساوية

في صباح يوم السبت، الثامن من مارس 2025، ثاني أيام المجزرة, استمرت الفصائل المتطرفة بأعمالها في مدينة بانياس، ناشرة الرعب والموت بين سكانها. مع تصاعد أعمال العنف، اجتمعت عائلة الكابتن أحمد ديب في منزلها في حي القصور، تحاول استيعاب هول الأحداث التي تحيط بهم.

عندما أصبح الوضع أشد خطورة، قررت العائلة البحث عن ملاذ آمن داخل المدينة. استقلوا سيارتهم وانطلقوا، لكن عند نقطة تفتيش بالقرب من “فروج الحامض”، اعترضتهم العصابات الإرهابية المسلحة. أُجبر الركاب على النزول من السيارة، وتم تفتيشهم بدقة، ثم وُضع الرجال في صف واحد على الرصيف مع مجموعة من المدنيين الآخرين الذين تم احتجازهم سابقًا.

سمح أحد المسلحين لأحد المدنيين بالمغادرة، لكنه أمر أحمد ديب بالبقاء. ارتفع القلق في قلوب أفراد عائلته، وانهالت التوسلات والرجاءات لإطلاق سراحه، لكن العنصر الإرهابي رفض بعنف وهددهم بالموت إن لم يبتعدوا عنه.

وبلا رحمة، نفذت الجماعات الإرهابية مجزرة مروعة بحق جميع من كان يقف على الرصيف، وكان من بينهم البطل أحمد ديب الذي فارق الحياة لاحقا متأثرا برصاص الغدر في التاسع من اذار نظرا لعدم وجود أي عناية طبية في ذلك الوقت.

(هذه الرواية تستند إلى شهادة مصدر محلي موثوق، تم حجب تفاصيله حفاظًا على سلامته.)

أحمد ديب.. بطل لن يغيب عن ذاكرتنا

رحل أحمد ديب جسدًا، لكن روحه ستظل خالدة في قلوب كل من عرفه وأحبه. سيبقى اسمه رمزًا للقوة والعزيمة، ليس فقط في عالم الرياضة، بل في سجل الشرف والبطولة. لن ننسى ابتسامته، إصراره، وحلمه في بناء جيل رياضي واعد.

رغم وحشية الجريمة التي خطفت حياته، إلا أن ذكراه ستبقى حية في كل قصة تُروى عنه، في كل إنجاز ألهم به الآخرين، وفي كل قلب عرف قيمته. ستظل سيرته شاهدًا على الظلم، ودليلًا على أن الأبطال لا يموتون، بل يخلدون في ذاكرة الأوفياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

العودة إلى الأعلى