الرئيسية » المقالات » اخبار » أجواء مشحونة تهدد السلم الأهلي في سوريا: الفتنة تصنعها المقاطع والأخبار الملفقة
سوريا والفتنة الطائفية

أجواء مشحونة تهدد السلم الأهلي في سوريا: الفتنة تصنعها المقاطع والأخبار الملفقة

تمهيد

تشهد العديد من المناطق السورية هذه الأيام حالة من التوتر المشحون الذي يهدد السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، نتيجة تداول أخبار ومقاطع فيديو تبدو – بقليل من التعقل – مصممة وموجهة لشق صفوف الشارع السوري، وإثارة الفتن بين مكوناته.

تصعيد إعلامي خطير

بعد أن قامت إحدى الصفحات التابعة لرجل الأعمال رامي مخلوف، المقرب سابقًا من النظام، بنشر منشورٍ يدّعي فيه حشد أعداد ضخمة (بصورة مبالغ فيها) للدفاع عن ما سماه “إقليم الساحل”، تم اليوم تداول مقطع مصوّر مسيء، يظهر فيه أحد الأشخاص وهو يشتم الرسول محمد ﷺ، في محاولة مكشوفة لتأجيج مشاعر الغضب الشعبي والتحريض ضد مكون ديني محدد.

انعكاسات فورية على الأرض

أدت هذه الأخبار والمقاطع إلى انقسام كبير داخل الساحل السوري، تجلى بموجة من الغضب الشعبي، ومظاهرات، وأعمال عنف في بعض الشوارع.
وسجلت حالات اعتداء على طلاب دروز في جامعة حمص، بالإضافة إلى تداول خطابات طائفية وتحريضية ضمن المظاهرات، شملت تهديدات بالقتل واستهداف جماعي لطائفة بعينها.
هذا التصعيد الخطير أثار قلقًا عميقًا بين أبناء الطوائف المستهدفة، وزاد المخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهات مجتمعية مفتوحة.

ردود الفعل الداخلية

في مواجهة هذا التصعيد، صدرت بيانات عديدة من أبناء الطائفة العلوية تبرأت من بيان رامي مخلوف ودعت إلى ضبط النفس والتهدئة، كان آخرها بيان الشيخ غزال غزال، ممثل “المجلس الإسلامي الأعلى في سوريا والمهجر”.

كذلك، أصدر عدد من مشايخ الطائفة الدرزية بيانات مماثلة، أبرزها بيان شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ يوسف جربوع، الذي شدد على أن هذه التصرفات لا تمثل قيم الدروز ولا أخلاقهم.

رؤية “عيون على سوريا”

في “عيون على سوريا”، نؤمن أن هذا النوع من الأنباء والمقاطع مدبّر بعناية ويهدف إلى إبقاء الشارع السوري مشغولًا بأمور ثانوية، وإلى تأجيج الانقسامات خدمة لأجندات لا تمت لمصلحة السوريين بصلة.

نرى أن الانجرار وراء هذه الخطابات تصرف خطير ومرفوض، وندعو جميع أبناء الوطن إلى التحلي بالحكمة والتعقل، وعدم السماح بتحويلهم من قبل وسائل التواصل الاجتماعي إلى وقود للفتنة والكراهية.

كما نرى أنه من غير المعقول، ولا المجدي، أن نستنزف طاقتنا يوميًا في تفنيد كل بيان، واستنكار كل مقطع، وتبرئة أنفسنا من تصرفات فردية لا تمثل الجماعات أو الطوائف.

التحذير من التعميم والغضب الأعمى

نؤكد أن الغضب الأعمى، والاعتداء على الأقليات، وممارسة التعميم أو العقاب الجماعي، لا يخدم إلا أعداء المجتمع، بل يقوض نسيجنا الوطني الذي صمد رغم كل المحن.

هناك من يسعى بكل جهد لإبقاء الأجواء مشحونة، وللوصول بالمجتمع إلى نقطة اللاعودة، بهدف تمرير أجندات سياسية على حساب دماء السوريين ومستقبل أبنائهم.

خاتمة

سوريا كانت وستبقى لكل أبنائها. لن يسمح السوريون العقلاء بأن تمر الفتنة مجددًا بينهم.
الحكمة والتعقل، والإيمان بالعيش المشترك، هي الطريق الوحيد نحو وطن آمن لجميع السوريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

العودة إلى الأعلى